كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 3 من المصحف. الآيات 6...16 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 3 من المصحف. الآيات 6...16 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
"إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ
لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ"(6)
أخبر أنّه لا ينفع معهم وعظ أو إنذار فهم مستمرّون في كفرهم وفي
عنادهم وكأنّ في هذا قطْعا لطمع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في إيمانهم.
ثم
ذكر الموانع المانعة لهم من الإيمان فقال:
(7)"خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ
وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ"
أي
طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم و جعل على
أبصارهم غشاوة أي غطاء فهم لا يرون هدى ولا يسمعون ولا يعقلون ولا يفقهون شيئا. فالختم
يكون على القلب والسّمع، أمّا البصر فيُغطّى. و توعّدهم بعذاب عظيم كعظم شناعة فعلهم.
فائدة تربويّة
ممّا يجب استنباطه من هذه الآيات الكريمات أنّه على المسلم أن يتفقَّدَ قلبَه؛ فهو محلُّ الوعي، ومَن لا يشعُر بالخوف عند الموعظة، ولا بالإقبال على الله تعالى، فإنَّ فيه شَبهًا من الكفَّار الذين لا يتَّعظون بالمواعظ، ولا يُؤمِنون عند الدَّعوة إلى الله عزَّ وجلَّ.
فالنّاس في الحياة الدّنيا على ثلاثة أحوال:
إمّا مؤمن، وإمّا كافر، وإمّا منافق، والله سبحانه وتعالى في سورة البقرة وصف الفئات
الثّلاثة:
الفئة الأولى هم المؤمنون،
عَرَّفنا الله سبحانه وتعالى بصفاتهم في ثلاث آيات (الآيات 5/4/3)،
والفئة الثّانية هم الكافرون، وعرّفنا
الله سبحانه وتعالى صفاتهم في آيتين فقط (الآيتين 7/6)،
ثمّ شرع الله تعالى في وصف ثالث
فئة من النّاس وهم المنافقون، الذين يُظهرون الإيمان ويُخفون الكفر، فأمرهم
مشتبه على كثير من النّاس، فأطنب في وصفهم بأوصاف متعدّدة وضرب فيهم الأمثال في ثلاثة
عشر آية كاملة، لكي نتجنّبهم ونكشف طباعهم، لخطورتهم على الدّين، فالذي يهدم الدّين
هو المنافق، أمّا الكافر فنحن نتّقيه ونحذره، لأنه يعلن كفره، فقال:
"وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ"(8)
فالمنافقون يقولون بألسنتهم : "آمنَّا بالله، وبالبعث يومَ القيامة" قولًا مجرَّدًا ليس معه إيمانٌ حقيقيّ، فحقيقة الإيمان ليس مجرد الإقرار باللسان بل يجب أن يكون مقترنا بالعمل الصالح الموافق لشريعة الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
ونزلت آيات المنافقين في السّور المدنيّة لأنّ مكّة لم يكن فيها نفاق، بل العكس كان من النّاس من كان يُظهر الكفر وهو في باطنه مؤمن خوفا من القتل. وبعد الهجرة إلى المدينة ظهرت ظاهرة النّفاق وتحديدا عندما علت كلمة الله في وقعة بدر وأصبح النّاس يخافون المسلمين، فمنهم من أظهر الإسلام وهو في باطنه كافر، فكشف الله صفات المنافقين لئلاّ يغتر بهم المسلمون فيقع فسادا كبيرا، فهم ذو عقيدة مختلة وغير سليمة.
من متشابهات القرآن
:التصقت الباء بكلمة (اليوم الآخر) في ثلاثة مواضع في كتاب الله
الأول: في سورة البقرة ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴾ 8
والثاني: في سورة النساء ﴿وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ 38
والثالث: في سورة التوبة ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ 29
:ثمّ قال تعالى
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ " (9)"
في ظنّهم أنّهم يخدعون الله والمؤمنين، بإظهارهم الإيمان و إبطانهم الكفر، فاعتقدوا بجهلهم أنهم يستطيعون خداع خالقهم، وفي الحقيقة ما يخدعون إلّا أنفسهم وما يظلمون إلّا أنفسهم ولا يشعرون بذلك
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ " (10)"
هو ليس مرض الجسد ولكنّه مرض في الدّين وهو الشكّ و النّفاق، في قلوبهم شكّ في دين الله فزادهم الله منه " وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ " بسبب كذبِهم في دعواهمُ الإيمانَ، وبسبب تكذيبهم للّه تعالى ورسولِه عليه الصَّلاة والسَّلام
" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ " نربط كلمة "أليم" بالمرض لأن الألم يكون في حالات المرض.
فائدة تربويّة:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الإنسان إذا لم يحرص على علاج مرض قلبه فإنه يعاقب بزيادة المرض" كثير من النّاس يغفل عنها فيظنّون أنّ العقوبة إنّما تكون في الأمور الظّاهرة كالأبدان و الأموال و الأولاد، و الحقيقة أنّ العقوبة بمرض القلوب و فسادها أشدّ و أعظم من العقوبة بمثل تلك الأمور.
تثبيت الخواتيم
عندما تكلّم الله تعالى عن الفساد في الأرض جاء الفعل (لايشعرون) فالمفسد
لا يشعر بفساده بل يظنّ أنّه يحسن صنعا،
هذا هو طبع المنافقين ، إذا لقوا المؤمنين أظهروا إيمانهم و اتّباعهم لهم ، وإذا انصرفوا إلى خلّانهم و أسيادهم ورؤسائهم في الكفر قالوا إنّا معكم إنّما نحن نستهزئ بالمؤمنين ونسخر منهم،
كلمة "شياطين" تعني شياطين الإنس،
رؤوس الكفر والنّفاق. كما ذُكر في حديث الرسول صلّى الله عليه وسلم قال: "نعوذ باللّه من شياطين الإنس والجن، فقال أبو ذر: يا رسول
الله أو للإنس شياطين؟ قال: نعم"
فردّ عليهم الله تعالى: " ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ"(15)
العمه: هو الضّلال، فاللّه يزيد هؤلاء المنافقين طغيانا
وتمرّدا وضلالة، ويستهزئ بهم ويُملي لهم بأنْ يتركَهم في عُتوِّهم وتمرُّدهم بالكُفر،
يتردَّدون حيارَى ضُلَّالًا، لا يجدون سبيلًا للخروج ممَّا هم فيه، فأعظم
عقوبة لهم حرمانهم من نور الهداية. ثمّ يوم القيامة يَلقَون جزاءَهم الأليم وحْدَهم،
بأن يُلقَوا في الدَّرك الأسفل من النار.
ملاحظة مهمة
-
في قوله: "اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ
وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ"
أتى بالفِعل المضارع (يستهزئ / يمدّهم) ليدل
على الاستمرارية والحدوث في كل زمان.
- عن الدكتور فاضل السامرائي أن هناك قاعدة
تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى " أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ
فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ
وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire