كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 4 من المصحف. الآيات 17...24 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 3 من المصحف. الآيات 6...16 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارٗا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتٖ لَّا يُبۡصِرُونَ (17)
صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ (18)
تثبيت الخواتيم
وحتى
نضبط خاتمة (فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ) نقول أن الأعمى لا يعرف الرجوع إلى حيث
كان.
تأمَّل كيف قال الله تعالى: "ذَهَبَ
اللهُ بِنُورِهِمْ" فوحَّد نوره، ثم قال: "وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ"
فجمَع الظلمات؛
فإنَّ الحق واحد وهو صراط الله المستقيم، الذي لا صراطَ يُوصل إليه سواه، وهو عبادته وحْدَه لا شريك له.
ننتقل إلى المثل المائي وضُرب في فئة المنافقين الذين يعيشون شكّا في دينهم:
أَوۡ كَصَيِّبٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٞ وَرَعۡدٞ وَبَرۡقٞ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ (19)
شبّه الله تعالى قلوبهم في حالة شكهم بصيّب
من السّماء أي مطر غزير تهاطل في ظلمات ورعد وبرق.
ظلمات: هي ظلمة اللَّيل،
وظلمة السَّحاب، وظلمة المطر وهي بالنسبة للمنافق حالكة الشك والنفاق
ورعد: وصوت الرعد مزعج
و مفزع، وهذا يعبر عن انزعاج قلوبهم وخوفهم من وعيد الله
وبرق: وهو ضوء يلمع في قلوبهم أحيانا من
نور الإيمان كومض البرق الخاطف السريع ثم يغيب
فهم في شك وريب من أمرهم، تارة يضيء الإيمان في قلوبهم وتارة ينطفئ. "يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ" الصّواعق جمع صاعقة وهي نار تنزل من السماء وقت الرّعد الشديد، فهم في خوف دائم فيحاولون غلق آذانهم عن سماع الحق وسماع آيات الله، وشبّه الله تعالى ذلك بغلق آذانهم عن سماع الصواعق حذرا من الموت أي حذرًا من حلول الوعيد الذي توعَّدهم اللهُ به في القُرآن "وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ" أي الله عليم بحالهم، فلا ينفعهم حذرهم في شيء،
يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ" (20)
من شدة ضوء البرق يكاد يخطف البصر، وهنا
تشبيه بليغ لضوء الحق الذين يعرفونه ويشكون فيه، والمرادُ أنَّ شِدَّة نور القرآنء
بما يحويه من حُججٍ وبراهينَ ساطعة، يرَون معها الحقَّ واضحًا جدًّا لا تتحمَّله بصائرُهم
الضَّعيفة،
"كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ" أي كلما ظهر لهم من الإيمان شيء اتبعوه، وكلَّما أضاء لهم نورُ الحقِّ، أو لَمَع في قلوبهم، مشَوا على ضوئه خطواتٍ قليلةً في سبيل الانقياد للحقِّ،
"وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ " أي إذا جاءتهم الشّكوك أظلمت
قلوبهم فوقفوا حائرين بين هذا وذاك، (قاموا أي ثبتوا مكانهم وليس معناها أنهم كانوا
قعودًا فوقفوا) فلا يمكُث ذلك الحقُّ في قلوبهم التي أُظلمتْ بالشُّبهات والشكوك القوية
أن يَخفِت فتعود لظُلمتها، فيقِفوا حائرين.
ثم توعَّدهم الله بإذهاب أسماعهم وأبصارهم؛ عقوبةً لهم على نفاقهم وكُفرهم، والله ذو قُدرة بالغةٍ على كلِّ شي:
"وَلَوۡ شَآءَ
ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٞ" أي أن الله قادر على هلاكهم، محيط وعالم بكل شيء. فينبغي للإنسان أن
يسألَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُمتِّعه بسَمْعه، وبصره.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قَلَّمَا
كَانَ رسول الله ﷺ يَقُومُ مِنْ مَجْلس حَتَّى يَدعُوَ بهؤلاَءِ
الَّدعَوَاتِ "الَّلهمَّ اقْسِم لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ
مَا تحُولُ بِه بَيْنَنَا وبَينَ مَعاصيك، وَمِنْ طَاعَتِكَ ماتُبَلِّغُنَا بِه جَنَّتَكَ،
ومِنَ اْليَقيٍن ماتُهِوِّنُ بِه عَلَيْنا مَصَائِبَ الدُّنيَا، الَّلهُمَّ مَتِّعْنا
بأسْمَاعِناَ، وأبْصَارناَ، وِقُوّتِنا مَا أحييْتَنَا، واجْعَلْهُ الوَارِثَ منَّا،
وِاجعَل ثَأرَنَا عَلى مَنْ ظَلَمَنَا، وانْصُرْنا عَلى مَنْ عادَانَا، وَلا تَجْعلْ
مُصِيَبتَنا فِي دينَنا، وَلا تَجْعلِ الدُّنْيَا أكبَرَ همِّنا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمٍنَا،
وَلا تُسَلِّط عَلَيَنَا مَنْ لاَ يْرْحَمُناَ" رواه الترمذي
فإذا أردنا
استنباط صفات المنافقين حتّى نتجنّبها ولا نتّصف بصفة من صفاته:
الصفة الأولى: إبطان الكفر و إظهار الإيمان
يؤمنون
باللسان ويكفرون بالقلب، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ
وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}(8) فهم في معاملاتهم وحلاوة ألسنتهم في الكلام تحسبهم
مؤمنين.
الصفة الثانية: المخادعة والمكر
الصفة الرابعة: يفسدون ويزعمون الإصلاح
قال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11)
وكان فسادهم ذلك معصية للّه؛ لأنّه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في
الأرض؛ فصلاح الأرض والسّماء بالطّاعة.
الصفة الخامسة: الاستهزاء بالمؤمنين الصّادقين
فيسمّون
الإيمان سفهاً والمؤمنين سفهاءقال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا
آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}(13)
فالمنافق
يأنف ويترفّع من هذا الاستسلام للرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولدين الله، ويرونه خاصّاً
بفقراء النّاس غير لائق بالعِلِّية ذوي المقام.
الصفة السادسة: المؤامرة
على المؤمنين ومعاونة الكافرين
قال تعالى:
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ
قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ
وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}(15) هذه الصّفة صفة ذميمة وهي أن يكون
الرّجل ذا لسانين أو ذا وجهين.
و بعدما ذكر الله تعالى أوصاف أصناف النّاس
(المؤمنين ثمّ الكافرين ثمّ المنافقين) أمر كلّ النّاس بعبادته وحده وشرع الله
في بيان وتقدير وحدانيته فقال:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (21)
هذا أوَّل نِداءٍ في المصحَف يوجَّه إلى
الناس جميعًا، جاء للأمر بعبادة الله عزَّ وجلَّ وحدَه وفيه دليل على عِظم توحيد الخالق
سبحانه وتعالى.
وحتى نضبط خاتمة "لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ"جاء
قبلها الأمر بالعبادة فذكر في خاتمتها التقوى.
ثم ذكّرهم بنعمه عليهم وأنه المستحقّ بالعبادة
فقال:
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (22)
أي أنزل من السماء مطرا ليُخرج به زرعا وثمارا، فلا تتّخذوا من دون الله شريكا، وأنتم تعلمون أنه الحق سبحانه وتعالى، ثم ذكر الله تعالى نظير العلم وهو الشك في الأمر، فبعدما أقر تعالى بوحدانيته شرع في تقرير نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم فخاطب الكفار وقال:
وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (23)
فدعاهم الله تعالى بأن يأتوا بسورة واحدة من مثل ما نزّل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم. وقد عُرف العرب بفصاحة لسانهم، فتحدّاهم الله تعالى بأمر يتقنونه وأن يطلبوا العون ممن أرادوا ليشهدوا معهم هذا الأمر، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ (24)
فإنْ لم تأتوا بسورةٍ من مِثل القرآن، ولن تأتوا بها أبدًا، وهنا نفي بالتأبيد أي لن تفعلوا ذلك أبدا في كل الأزمان، وهذا من الإعجاز اللفظي للقرآن الكريم، فاجعلوا بينكم وبين عذاب النار وقايةً بفِعل أوامره سبحانه، واجتناب نواهيه؛ لتنقذوا أنفسكم من النَّارِ التي يُلقَى فيها العصاةُ من الناس، والحجارةُ لإيقادِها،
و هذه الحجارة هي حجارةُ الكِبريت، وهي أشدُّ الأحجار حَرًّا إذا حَمِيتْ.
- لنرى الفرق بين (نزّلنا) و(
أنزلنا) "رابط مشاهدة الفيديو المتعلق بالفرق بين الفعلين من قناة أحفظ كتاب الله"
نزّل : فعل مضعّف بمعنى يأخذ وقتا طويلا في النزول
و يأتي في:
⁃ المواضع المتعلقة بتنزيل القرآن، لأنّه أخذ وقتا في النزول على
محمد صلى الله عليه وسلم فنزل منجّما حسب الوقائع كقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا
مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى
أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ مَفْعُولًا ٤٧﴾ سُّورَة النِّسَاء
- المواضع المتعلقة بتحدّي الله تعالى لعباده
حتى ولو تعلّق الأمر بالكتب السّابقة التي لم تُنزّل منجّمة كالقرآن كقوله تعالى :
﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ
عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ
التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٩٣﴾ سُّورَة آل عِمرَان
-
في سياق التوكيد كقوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ
نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٩﴾ سُّورَة الحِجْر
أنزل: فعل مهموز يأتي في:
- المواضع المتعلقة بتنزيل الكتاب دفعةً واحدة،
كتنزيل القرآن الكريم دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدّنيا في قوله تعالى
: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
١﴾ سُّورَة القَدْر
- وفي المواضع المتعلقة بالكتب السابقة التي أنزلت دفعة واحدة من السّماء للأرض كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ١٣٦﴾ سُّورَة النِّسَاء, فجاء الفعل (نزّل) مع القرآن و الفعل (أنزل) مع الكتب السابقة التي أنزلت دفعة واحدة.
رابط تحميل البطاقات المرفقة للمقال
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire