بسم الله الرحمن الرحيم
( عَبَسَ وَتَوَلَّى ١﴾ ﴿ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى ٢)
هذا خطاب لرسول الله صلوات الله عليه من الله تعالى يعاتبه على حدث جرى مع ضرير أعمى ومع غني من أشراف مكة، وما نلاحظه أنه جاء بصيغة الغائب فلم يخاطبه مباشرة (عَبَسَ وَتَوَلَّى) ليكون عتابا لطيفا مع أشرف خلق الله
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب رجلا من أغنياء قريش وكان كافرا فطمع في هدايته وإسلامه، لأنه لو أسلم لاتّبعه كثير من أهل قريش، فهو ذو مال وجاه ومكانة
وبينما هو يتكلم مع هذا الغني أقبل رجل مسلم ضرير أعمى ولكنه بصير القلب، جاء ليسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر من أمور الدين ويسأله حتى يستزيد علما وألحّ عليه، فكأنما قاطع حديثه مع الرجل فعبس وجهه، أي تغيرت ملامح وجهه صلى الله عليه وسلم وقبضه فهو بشر مثلنا، والرجل كان ضريرا أعمى فلم ينتبه لانشغال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره، فتولّى عنه صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه وتركه (أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى) أي لمّا جاءه الأعمى
ثم تحول الخطاب إلى صيغة المخاطب وليس بصيغة الغائب، فقال
( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ٣﴾ ﴿ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى ٤)
ملاحظة
برواية ورش نقول (فَتَنفَعُهُ الذِّكْرَى)
أما برواية حفص فالفعل يكون منصوبا بأن المضمرة (فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)
فقال له : وما أدراك يا محمد
من أولى بتزكية نفسه وبـالتّذكر الأعمى أم الغني، فلعلّ الأعمى يتطهّر بالموعظة من
رذائل
الأخلاق وتذكيرك له،
فائدة تربوية:
فينبغي للمعلم أن يدعو لتطهير النفس من الذنوب والمعاصي، بعدها يأتي التعليم أو التذكير، فلا خير في علم بلا تربية،
وهذا هو سبب ترتيب الفعلين.
وهذا درس رباني عظيم في التعامل مع الناس وإعطاء كل ذي حق حقه وعدم النظر إلى الهيئة والمركز الاجتماعي.
ثم قال:
﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥﴾ ﴿ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ٦﴾ ﴿ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ٧﴾
ملاحظة:
برواية حفص لا يوجد تشديد في الصاد (تصدّى)
برواية ورش نقول (تصّدّى)، وهذا يذكّرنا بقوله تعالى في سورة النزعات (فقل هل لك إلا أن تزكّى) برواية حفص الزاي ليس مشدّد، أما برواية ورش فنقول (فقل هل لك إلى أن تزّكّى) نفس الشيء بالنسبة لسورة النبأ برواية حفص لا نشدد التّاء في الفعل (فُتحت) أمّا برواية ورش فنقول (فُتِّحت) فالتشديد يكون في رواية ورش.
﴿ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥﴾ أي الذي أقبلت عليه وهو أصلا مستغنيا عن موعظتك فلم يطلبها، فأنت تُقبل عليه ﴿ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ٦﴾ وتتعرض له، كما نقول (تصدّى الحارس للكرة) أي أمسكها وأقبل عليها، كذلك هنا المعنى، فرسول الله صلى الله عليه وسلم تصدّى للمشرك الذي طمع فيه إسلامه.
﴿ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ٧﴾ لست مطالبا بتزكيته ولا بـهدايته، فلا تلح على الأمر، مهمتك أن توصل إليه أمر الله و تبلّغ الرسالة كما قال تعالى "ليس عليك هداهم ولكنّ الله يهدي من يشاء" البقرة 272
ثم يتكلم الله تعالى عن العبد الضرير الذي جاء طالبا العلم قاصدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصحابي الجليل “ابن أم مكتوم” نزلت هذه السورة إكراما له وكان مؤذنا مع بلال رضي الله عنهما، فكان بلال يؤذن ليلا من الأذان الأول من الفجر، وكان ابن أم مكتوم يؤذن الأذان الثاني، ولما جاء ليتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حديث عهد بالإسلام، وسُمّي "ابن أم مكتوم" نسبة لأمه التي سميت بأم مكتوم، لأن ابنها كتم الله بصره. وكان لما يلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "مرحبا بمن عاتبني فيه ربي" فكان صحابيا جليلا؛
فقال الله تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى ٨﴾ ﴿ وَهُوَ يَخْشَى ٩﴾ ﴿ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى ١٠﴾
فالذي جاءك ساعيا راغبا وطالبا الهداية "جاءك يسعى وهو يخشى" خاشيا الله تعالى متضرعا، فهذا الذي يستحق أن تعطيه من وقتك، "فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى" فأنت انشغلت عنه.
فالإسلام دين عدل، فوجب على المسلم أو الداعي أن يساوي بين الضعيف والشريف، بين الغني والفقير، بين الصغير والكبير، ثم الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. والذي أتاك راغبا في علم فأعطه من وقتك.
ثم قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ١١﴾ ﴿ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ١٢﴾
"كلّا" هي كلمة زجر. فكل ما جاء في هذه السورة من موعظة وتذكير بحسن المعاملة والعدل بين الناس، إنما جاء ليذكر الله به عباده. "فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ" وهنا (من شاء) ليست التخيير أي من شاء يذكره ومن شاء لا يذكره، وإنما قال العلماء هي للتهديد، فمن ذكره فقد نجى ومن لم يذكره فقد خسر.
والهاء في الفعل (ذكره) تعود على الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يشتمل على هذه السورة العظيمة الذي تحتوي على هذه التذكرة وعمل به، فمن يقرأ القرآن وجب عليه العمل به،
ثم ذكر محل هذه التذكرة محل هذا الوحي، أي القرآن الكريم فقال:
﴿ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ ١٣﴾ ﴿ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ ١٤﴾ ﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ١٥﴾ ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ١٦﴾
فهذا الوحي العظيم مكانه صحفا مكرّمة، كرّمها الله تعالى باحتوائها على كلامه العظيم فهي معظّمة مرفوعة مطهّرة مقدّسة، رفعها الله تعالى وطهّرها ورفع قدرها.
ثم وصف تعالى هذا الوحي العظيم وهو القرآن الكريم بأنه (بأيدي سفرة كرام بررة) وهذا وصف للملائكة الكرام،
(سفرة) من كلمة سفير، الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير، كما لكل بلاد سفراء في دول الخارج، والملائكة يسعون بين العالمين العلوي والسفلي في الخير والصلاح، فسُمّوا سفرة، وهم سفرة بين الله ورسوله كذلك و أشرفهم "جبريل عليه السلام"
(كرام بررة) خُلُقهم كريم وأفعالهم بارة صادقة طائعين لله، فهذه صفات الملائكة الذين يحملون القرآن ويحفظونه، فوجب على حامل القرآن أن تكون أفعاله وأقواله على قدر من السداد والرشاد والصلاح.
وبعدما تكلم الله تعالى عن وحيه وحث الناس على ذكره والعمل به، ذمّ الذي كفر بذكره فقال:
|
|
﴿ قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧﴾
(قُتِل) بمعنى (لُعِن) وهو كالدعاء بالشر على الإنسان الذي كفر بالله وآياته، فما أشد كفره ما أكثره؟ وقد يكون المعنى: ما الذي حمله على الكفر بالله (ما الذي أكفره؟ ف (ما) قد تكون تعجبية وقد تكون استفهامية استفهاما إنكاريا أي كيف يكفر وهو ذلك العبد الضعيف الذي خُلق من نطفة صغيرة فقال تعالى:
﴿ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨﴾ ﴿ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ١٩﴾
هل نسي ممّا خُلق؟!هل يدري من أي شيء خُلق حتى يستقوى بكفره؟! خُلق من نطفة، من ماء مهين، (فَقَدَّرَهُ) فأحسن خلقه و قدّر أجله ورزقه وعمله وحاله في الدنيا. ثم قال تعالى:
﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ٢٠﴾ ﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ٢١﴾ ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ٢٢﴾
هذه الآيات تلخص حياة الإنسان ومروره على الأرض،رحلة قصيرة عابرة: خلقه ثم بيّن له السّبيل وهو الطريق، فيسّر الله له سبيله وطريقه وطريقة عيشه وعلّمه البيان وطريق الخير والهداية لينجو من عذابه وينال الدرجات إنما أكثرهم لا يعقلون. المرحلة الموالية بعد مروره على الدنيا (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) فإذا مات الإنسان وانقضى أجله أكرمه بالدفن، فعلّم الإنسان عملية الدفن إكراما للميت من خلال قصة بني آدم.
وبعد موت ودفن الإنسان، يأتي يوم النشور، (ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ) أي يوم يشاء الله يأتي يوم النشر والحساب، فله وحده علم الساعة، ثم قال تعالى:
﴿ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ٢٣﴾
وهنا (لمّا) بمعنى لم يكمل واجباته اتجاه الله كاملة فيقع من الإنسان دائما تقصيرا ولهذا أمرنا الله تعالى بالمسارعة في فعل الطاعات والخيرات، فلا يعرف الإنسان متى يأتي أجله، وسياق الآيات في الحديث عن الكافر بالله بآياته فلم يقم بفرض الله وبما أمره تعالى ولم يتمّه.
ثم يقول تعالى ممتنا على عباده الذين كفروا به بآياته، وبعدما دعاهم للتأمل في خلقهم وحياتهم دعاهم للتأمل في طعامهم، فقال تعالى :
|
|
﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ٢٤﴾
هذا الطعام الذي هو سبب استمرارهم على قيد الحياة كما قال تعالى في سورة تبارك (فمن يأتيكم بماء معين) فليتأمل في قدرة الله في إعطائه إياه. ثم قال تعالى:
﴿ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ٢٥﴾ ﴿ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ٢٦﴾
ملاحظة:
برواية ورش نقول (إنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا)
فأنزل الله تعالى من السماء ماء منصبا بكثرة، ثم شقّ الأرض، و "ثم" تفيد الترتيب، فلو لم يشقها الله تعالى لما استفادت الأرض من الماء المنزّل من السماء. وبمجرد أن تُسقى الأرض تُنبِت فقال تعالى:
﴿ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ٢٧﴾﴿ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ٢٨﴾ ﴿ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ٢٩﴾ ﴿ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ٣٠﴾ ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ٣١﴾
فالفاء تفيد التعقيب (فأنبتنا) فكانت النتيجة إنبات الحب كل أنواع الحبوب قوتا للعباد، وعنبا وقضبا وقيل هي البقول بصفة عامة، وقيل هي الشيء الرطب عكس الحب (حبّا وهو الشيء اليابس، وقضبا وهو الشيء الرطب والله أعلم). ثم ذكر شجرتين فوائدهما لا تحصى وهما شجرة الزيتون وشجرة النخيل.
كل هذا يكون في حدائق وبساتين كبيرة عظيمة غالبة على غيرها (وحدائق غلبا) . وفي آخر ذكر النبات ذكر الفاكهة بصفة عامة كل أنواع الفاكهة (وفاكهة وأبّا) والأبّ هو ما ترعاه الأنعام أي الأعشاب على أكثر أقوال المفسرين، لما قرأ عمر رضي الله عنه هذه الآية فتساءل: الفاكهة نعرفها فما هو الأبّ؟ ثم قال: وماذا عليك ألّا تعرفه؟ يعني ليس مهما أن نعرف كل أنواع النبات الذي يخرج من الأرض المهم يخرجه الله تعالى من الأرض قوتا للإنسان والحيوان فقال تعالى:
﴿ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ٣٢﴾
يتقوى ويتنعم بها الإنسان والحيوان.
وبعدما ذكر الله تعالى نعمه على عباده ختم السورة بذكر أوصاف يوم الحساب الذين يكذبون به فقال:
﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ٣٣﴾
والصّاخّة هو اسم من أسماء يوم القيامة، وسمّيت كذلك لأنها تصخّ أو تصمّ الآذان من شدّتها وقوّتها.
من متشابه الألفاظ:
جاء في سورة النازعات "فإذا جاءت الطّامّة الكبرى" وقلنا الطامة هي التي تطم كل الأهوال، فنزيد مع كلمة (الطّامّة) صفة (الكبرى) لشدة أهوالها،
أما (الصّاخّة) فهي لوحدها شديدة المعنى وأقوى من (الطّامّة) في المعنى فهي تصمّ وتصخّ الآذان من قوّتها، فالكلمة بمفردها تعبر عن عظمة ما يحدث في هذا اليوم،
فما الذي يحدث؟
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤﴾ ﴿ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥﴾ ﴿ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ٣٦﴾ ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧﴾
فيفر ويهرب الإنسان من أخيه الذي كان ملازما له في الحياة، ومن والديه أعزّ الناس إليه، ومن صاحبته أي زوجته رفيقة دربه، ومن بنيه أقرب وأحبّ الناس إليه، حتى الأنبياء يقولون "نفسي نفسي" حتى ولو طلب منك ابنك الذي تعطيه أعز ما لديك في الدنيا جاء وطلب منك حسنة صغيرة تقول "والله أنا أحوج إليها منك"
فلا تستصغر أي معروف يأتيك منه حسنة لأنك ستكون محتاجا لها يوم الحساب ولو حتى ابتسامة في وجه أخيك.
ففي ذلك اليوم كلٌّ يفر من أقرب الناس إليه حتى لا يسأله حسنة صغيرة، كل إنسان مشغول بنفسه وبما قدّم في حياته، وبمآله، فلا يلتفت أحد لأحد.
ابتدأت السورة الكريمة بذكر صفة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (عبس) أي تغيرت ملامح وجهه الكريم، واختتمت السورة بذكر صفات وجوه الناس يوم الحساب فقال تعالى:
﴿ وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ٣٨﴾ ﴿ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ٣٩﴾
ينقسم الناس إلى قسمين منهم من له "وجوه مسفرة" لتدل على النور، مستنيرة، كقوله تعالى "والصّبح إذا أسفر" أي إذا أضاء، فتكون الوجوه مسفرة أي مضيئة؛ (ضاحكة مستبشرة) ضاحكة مسرورة مستبشرة، فرحة ببشارة الله لهم.
وفي المقابل:
﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ٤٠﴾﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١﴾ ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ٤٢﴾
عليها غبرة : مغبرّة
ترهقها قترة : أي يغشاهآلسّواد.
ثم أشار الله إليهم فقال (أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) الكفرة : أصحاب الكفر.، وهذا دليل على فساد العقيدة، والفجرة: أصحاب الفجور، وفي هذا دلالة على فساد الأعمال، فذكر فساد القلوب وفساد الأعمال.
ختم الله تعالى بذكر الكفر الفجرة لأنه جاء في سياق الآية قبلها كفر الإنسان في قوله تعالى "قُتِل الإنسَانُ مَا أكْفره" فجاءت في سياق التكذيب بالله وبآياته.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire