جاري تحميل ... أحفظ كتاب الله

آخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

علّمتني سورة الكهفعلّمني القرآن

عّلمتني "سورة الكهف" فوائد تربوية من القرآن الكريم

عّلمتني "سورة الكهف" فوائد تربوية من القرآن الكريم




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والصلاة والسلام على أشرف خلق الله

إرتأيت أن نبدأ أسيل سلسلة جديدة لنتدبر القرآن من سلسلة علمني القرآن ونبدأ بإذن الله بسورة الكهف
:عّلمتني "سورة الكهف" أنّ من أعظم وسائل الثّبات والهدى ذِكر الله في قوله تعالى

"وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا"
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا" الكهف آية:24/23 "


نهى الله تعالى أن يقول العبد إنّي فاعل ذلك غدا من دون أن يقرنه بمشيئته، فهذا من الكلام على الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله، فأن يقول العبد "إن شاء الله" هو ردّ الفعل إلى مشيئته تعالى، فالمشيئة كلّها لله "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله رَبّ العَالَمِين" فردّ المشيئة إلى ربّ العالمين يجعل العمل ميسّرا مباركا فيه محمودا
إلّا أنّ العبد قد ينسى، فعلّمه الله تعالى ما يقوله إذا نسي أمرا ما، أو نسي ذكر الله إذا عزم على أمر ما، فقال تعالى

" وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا... "


ففي هذه الآية فائدة تربوية عظيمة وهي أن يذكر الإنسان ربّه في كلّ يومه وخاصّة عند النّسيان، وإنّما سُمِّي الإنسان إنسانا لكثرة نسيانه، فإذا وقع منك النسيان فاذكر الله لأنّ النّسيان من الشّيطان كما قال تعالى عن الفتى ﴿قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴾ [الكهف آية:٦٣] فذكر الله يطرد الشيطان، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان، فعليك بذكر الله عند النسيان

:ومما علّمتني "سورة الكهف" كذلك أنّ التّمسّك بالقرآن من أعظم وسائل الثّبات والنّجاح في قوله تعالى

[الكهف آية:٢٧] ﴾ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿

هذا الخطاب خاص لرسول الله صلوات الله عليه والتكليف عام لكل المؤمنين، فالتلاوة هي إتّباع ما أوحى الله إلى محمّد صلّى الله عليه وسلّم، بمعرفة معاني القرآن وفهمها وتصديق أخباره والإمتثال لأوامره وتجنّب نواهيه 
والعمل بها

فالقرآن هو الكتاب الجليل الذي لا يتبدّل ولا يتغيّر، فقد كمُل وتمّ فلا يستطيع أحد تغيير معناه ولا أحكامه ولا صرف الآيات عن معناها الصحيح، فلا يجد العبد من دون الله وكتابه ملتحدا أي ملجأ يلجأ إليه فحسبنا الله ونعم الوكيل

 وممّا علّمتني "سورة الكهف" كذلك أنّ من أعظم وسائل الثّبات والنجاح الصّحبة الصالحة، فقال تعالى

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا 

وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا    [الكهف آية:٢٨]

وهذا أمر بصحبة الأخيار الذاكرين لله بكرة وأصيلا، فوجب على المؤمن حبس نفسه مع هؤلاء ومجالستهم. هذا هو صبر النفس، ولا تصرف عينيك عنهم لفقرهم أو نقص جاههم، وتصاحب من تبتغي جاههم ومكانتهم وغناهم، فهذا من زينة الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى

وعلّمتني "سورة الكهف" أن لا أتّبع الغافلين عن ذكر الله العاملين المنكرات من الأفعال، فقال تعالى

"وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"

فمن يعص الله ويغفل عن ذكره ويتبع هواه بفعل المنكرات لا يجب اتّباعه ولا مجالسته ولا الإقتداء به. وفي هذا أفتح قوسا لأحذّر نفسي وإيّاكم من اتّباع هؤلاء المتواجدين على منصّات التواصل الاجتماعي ممّن يسمّون أنفسهم "مؤثرين في المجتمع" فلا يجب مشاهدة منشوراتهم ولا متابعتهم، فالله بصير عليم فأمرهم فرطا هلاكا وضياعا
 فلنتأمل في دعوة الله تعالى لمصاحبة الأخيار ونهيه عن اتباع الأشرار، قال تعالى

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا 

 جاءت بصيغة الجمع، فالجماعة محبّبة في الإسلام؛ وجاء قوله تعالى

"وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"

بصيغة المفرد، فشخص واحد كفيل بأن يخرجك من الجماعة الصالحة

وقال تعالى "مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا" وليس لسانه، لأنّ ذكر الله محلّه القلب، فكم من ذاكر باللسان غافل عن الله بقلبه في معاملاته وخلقه ودينه

 مما علمتني كذلك "سورة الكهف" أن أعالج العين والحسد بقولي "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" في قوله تعالى

وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا   [الكهف آية:٣٩]

 فكل من رأى ما يعجبه في نفسه أو غيره أن يقول "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" تحصينا من العين بذكر الله. وفي هذه الآية استحباب هذا الذكر عند رؤية ما يعجب حتى يفوض الأمر إلى الله عز وجل لا إلى حوله وقوته، فينبغي لمن دخل بستانه أو داره أو رأى في ماله وأهله ما يعجبه أن يبادر إلى هذه الكلمة فإنه لا يرى فيه سوء

وفي هذه الجملة العجيبة إثبات القوة لله وبراءة العبد منها، والتنبيه على أنه لا قدرة لأحد من الخلق إلا بتقديره تعالى، فلا يخاف من غيره فيتبرأ قائلها من حوله وقوته ويسلم الأمر إلى مالكه. وبهذا القول يعلم الإنسان أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخافوا منهم، إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده

وما نتعلمه من هذه الآية الكريمة كذلك أن لا نطغى إذا أنعم الله تعالى علينا في قوله تعالى

إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا  ﴿فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف آية:٤٠]

 فلا نستحقر من هو دوننا، نتعلم منها كذلك أن تعلق الإنسان بعطاءات الله يجعله يرى ما في أيدي الناس صغيرا ولو استقوى به غيره. فكل متاع الدنيا يبدو سخيفا حين تسلي نفسك بما أعده الله لمن أطاعه واتّقى نسأل الله من نعيمه والسلام عليكم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

مدونة "أحفظ كتاب الله" مهتمة بتفسير وفهم معاني القرآن الكريم، مع وضع طريقة لحفظه و تثبيت الخواتيم و المتشابهات ,