كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 9 من المصحف. الآيات 58...61 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 9 من المصحف. الآيات 58...61 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
: قبل أن نسترسل في الآيات الكريمات نتأمل فيها لنكوّن فكرة عامة حولها، ممّا يساعدنا على حفظها وتثبيتها بإذن الله
: ابتدأ هذا الوجه ب "وإذ" التي تكررت في الوجه السابق، لنتذكّر سويّا
: جاء في الوجه السابق
وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ ........................... 49
وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ .................................. 50
وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ ...................................... 51
ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ .......52
وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَان ......................53
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ .................................. 54
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَك ......................... 55
ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ...........56
: وجاء في هذا الوجهوَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ............................ 58
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِه ............................ 60
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٖ وَٰحِدٖ ......... 61
﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ
نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ 58
لمّا قدم بنو إسرائيل من مصر رفقة موسى عليه السّلام، بعد أن فرق الله البحر وأغرق فرعون وقومه، أمرهم الله تعالى
بدخول الأرض المقدسة التي هي ميراث لهم من أبيهم إسرائيل "يعقوب عليه السلام" وأمرهم أن يقاتلوا من فيها من
العماليق الكفرة وأن يدخلوها سجّدا خاضعين لله، وأن يقولوا "حطّة" أي يدعون الله بحطّ ومغفرة ذنوبهم. فأمرهم
. بالخضوع الفعلي بالسجود والخضوع القولي بطلب المغفرة
ووعدهم الله تعالى، إذا نفّذوا أمره أن يغفر كلّ ذنوبهم ويزيد من أحسن ثوابا، غير أنّهم لم يستجيبوا وقالوا (فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون) [المائدة: 24] فعاقبهم الله تعالى بأربعين سنة من التّيه في الصحراء، لا يملكون أرضا
. ففرعون غرس في بني إسرائيل الخوف والجبن. ولهذا خافوا مواجهة عدوّهم في بيت المقدس ليدخلوها
: متشابه الألفاظ
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ 35 ﴿
! هذه الآية قُدّمت كلمة "رغدا" لأنّها تتكلّم عن رغد الجنّة وما أعظمه
الْمُحْسِنِينَ﴾ 58 أمّا في هذه الآية فأُخّرت كلمة "رغدا" فالآية تكلّمت
عن رغد المدينة وَهو قليل مقارنة برغد
الجنّة
﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ 59
ينتقل الله عز وجل مباشرة إلى حادثة فتح بيت المقدس بعد مكوثهم أربعين سنة في التّيه، فتجدّد الجيل الذي عاش مع
فرعون في الذلّ والخوف، وظهر جيل جديد الذي تمكّّن من فتح بيت المقدس بقيادة يوشع بن نوح عليه السلام، وهو
فتى موسى ومن الأنبياء وكان من المقرّبين من موسى عليه السلام.
في هذه الفترة كان هارون وموسى عليهما السلام قد توفّيا، وهنا أمرهم" يوشع " بعد هذا الفتح العظيم بدخول المدينة
ساجدين خاضعين للّه شكرا له ،طالبين منه المغفرة وحطّ ذنوبهم كما ذُكر في الآية التي قبلها. غير أن طباعهم لم
تتغير، فغيَّر الظالمون منهم القولَ الذي أُمِروا أن يقولوه بقولٍ غيرِه، فقالوا بدَلَ حِطَّة: حَبَّة في شَعرة، و دخَلوا يَزحَفون
على أَدبارِهم استهزاء بأمر الله تعالى، و دخلوا على عكس ما أُمروا به فدخلوا على ظهورهم وهم يقولون كلام
استهزاء فأنزل الله عليهم عذابا من السّماء قيل أنّه الطاعون.
ملاحظة
قال تعالى: ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كانُوا يَفْسُقُونَ ﴾
59 فأظهر(الذين ظلموا) مرّتين في الآية الكريمة وهذا زيادةً في تقبيح أمرهم، وتهويل ظُلمهم، والمبالغة في ذمِّهم
وأيضًا ليبيِّن أنَّ هذا الرِّجزَ مُنزلٌ عليهم بسببِ ظُلمهم.
يعود الله تعالى الى ذكر حال بني إسرائيل في التّيه، وهم في الصّحراء، فلمّا أصابهم العطش طلب موسى من الله تعالى
سقيا:
﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ 60
فاستجاب الله تعالى لطلبِ موسى عليه السَّلام وأمَره بأن يضرِبَ بعصاه حجرًا، ففَعَل ذلك، فخَرجتْ من الحَجر اثنتَا
عَشرةَ عينًا من المياه العَذْبة بعدد الأسباط (قبائل بني إسرائيل اثنتا عشرة قبيلة) تيسيرًا لهم، وإنعامًا من اللهِ تعالى
عليهم. كان من الطّبيعي أن ينزّل عليهم مطرا، غير أن طبيعة بني إسرائيل و عنادهم تطلّب إتيانهم بمعجزة خارقة
كالمعجزات التي سبقت (المنّ والسّلوى والغمام...)
( قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ) كل قبيلة تشرب من محلّها فلا يزاحم بعضهم بعضا،
( كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ فأعطاهم الله تعالى أكلاً (المنّ و السّلوى) وشربًا (الماء
المتفجّر من الحجر) من غير سعي ولا تعب، ثمّ أمرهم بعدم السّعي بالفساد في أرض الله بالمعاصي و الكفر.
﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا
وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بَالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا
يَعْتَدُونَ ﴾ 61
فمع كل ما أتاهم الله من فضل ونِعم وطعام شهيّ دون تعب، إلّا أنّهم سألوا موسى طعامهم المعتاد من بصل وثوم
وعدس، فطلبهم هذا ما هو إلا عدم يقين باللّه تعالى، فخافوا أن تنقطع نعمة الله عليهم مفضّلين زراعة طعامهم بيدهم،
وأيضا من طباعهم التّعنّت و الجدال.
فقال لهم موسى ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى ) وهو الأطعمة المذكورة ( بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ) وهو المنّ والسّلوى نعمة الله
عليكم؟ فهذا عجيب !! أي تستبدلون الطّعام الإلهي الشّهي بأرخص الأطعمة التي تتعبون من أجل نيلها!
( اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ) فهذه الأطعمةُ التي طلبوا ليستْ بأمرٍ عزيز، بل هي كثيرةٌ يجدونها في أيِّ بلد
دخلوه، أيّ مصر من الأمصار (المدن)،
( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ) فلمّا لم يمتثلوا لأوامر الله و لم يرضوا بأمره، ضرب عليهم
(الذّلّة) أي الهوان و الضّعف في أبدانهم، (والمسكنة) بقلوبهم، فلم تكن أنفسهم عزيزة، ولا لهم همم عالية، ورجَعوا
متحمِّلين سخطَ الله تعالى عليهم ، فلماذا استحقّوا كل هذا الجزاء؟
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) فاستحقوا غضب الله لكثرة ذنوبهم وعصيانهم وكفرهم
بآيات الله وإنكار فضله ونعمه، وقتلهم الأنبياء،
( ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ ذلك الجزاء كذلك كان بسبب عصيانهم وتعدّيهم على حقوق الله والعباد.
فائدة تربوية:
مَن اختار الأدْنى على الأعلى، ففيه شَبهٌ من اليهود، ومن ذلك هؤلاء الذين يختارون الشيءَ المحرَّم على الشيءِ الحلال.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire