كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 6 من المصحف. الآيات 30...37 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 6 من المصحف. الآيات 30...37 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات
قبل أن نسترسل في الآيات الكريمات نتأمل
فيها لنكوّن فكرة عامة حولها ممّا يساعدنا على حفظها وتثبيتها بإذن الله:
جاء في هذا الوجه:
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ...........................30
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا .......................31
قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ ..........32
قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ .......................33
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ ...................34
وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ ..........35
"وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ" (30)
التّسبيح : هو تنزيهُ الله تعالى، أي: يُبعِدون كلَّ
نقصٍ وعيب، فلا ينسبونه إلى الله عزَّ وجلَّ
الحمدُ : هو وصفُ الله المحمودِ بالكمالِ، حبًّا
وتعظيمًا له عزَّ وجلَّ
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ، سُئِلَ: أيُّ الكلام أفضلُ؟ قال:(ما اصطَفَى اللهُ لملائكتِه أو لعباده: سُبحانَ اللهِ وبِحَمدِه) رواه مسلم
فأجاب الله تعالى " قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " أنا
العالم بالظَّواهر والسّرائر، أعلم ما خفِي عليكم ممَّا يحصُل بخَلْق البَشَر من المصالِح
والحِكم، فسأجعل فيهم الأنبياء والرسل والصديقين والصالحين والأبرار والمقربون والعلماء،
وقد ذُكر في كتب التفسير عن ابن عبّاس قال "أوّل
من سكن الأرض هم الجنّ فأفسدوا فيها وقتل بعضهم بعضا، فبعث الله إليهم إبليس مع الملائكة
فقتلوهم، ثم خلق آدم وأسكنه إيّاها بعد ذنبه" ولهذا قالت الملائكة ما قالته،
أي تجعل فيها من يفسد ويقتل كما أفسدت الجن من قبل، فأخبرهم أنّ لله تعالى حكمة في
شؤونه.
"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (31)
فالله تعالى عَلَّم آدَمَ عليه السَّلام
أسماءَ كلِّ شيء ثمّ قال للملائكة أخبروني بأسماء الأشياء إن كنتم على علم بالغيب كما
تدّعون، فالملائكة قالت قبل هذا أنّ من يكون خليفة في الأرض سيفسد و يسفك الدماء، فردّوا
عليه :
" قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (32)
تثبيت الخواتيم :
ذكرت الملائكة علم الله وأنهم لا علم لهم، فاختُتمت الآية بصفتي العلم و الحكمة " إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ" بهذا اللفظ هي الوحيدة في القرآن الكريم، فهو العليم بأمورنا الحكيم في أفعاله.
" قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" (33)
فلمّا
لم يعرفوا مسمّيات الأشياء، أمَر اللهُ تعالى آدَمَ عليه السَّلام أن يُخبر الملائكةَ
بأسماء الأشياء التي علَّمها الله تعالى إيَّاه من قبلُ، فظهر فضل آدم عليه السلام
عن الملائكة، فقال الله تعالى مقرِّرًا بأنه قد قال لهم من قَبلُ بأنَّه يعلم كلَّ
ما يَغيب عن الخلْق، سواء في السموات أو في الأرض، كما يعلم سبحانه ما يُظهِره الملائكة،
وما يُخفونه، إشارة إلى أنهم كتموا في قلوبهم أنهم أفضل من هذا المخلوق و يطيعون الله
ولا يفسدون فلماذا فضّله عليهم؟!
بالعلم شرّف الله آدم على الملائكة، وبالعلم يشرّف الإنسان على كثير من الخلق.
فائدة تربوية :
" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " (34)
أمر الله تعالى جميع الملائكة بالسُّجود
لآدم إكرامًا وتعظيمًا له، وعبوديةً لله تعالى، فسجدوا أمّا إبليس فلم يسجد، تكبَّر
لأنّه خُلِق من نار، أمّا آدم فخُلِق من طين، فعاقبه الله أن جعله شيطانا رجيما، و
إبليس كان من الجن كما في سورة الكهف "وَإِذۡ قُلۡنَا
لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ
فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ
مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا" (50)
، إذ خُلق من نار أمّا الملائكة فخُلقت من
نور، وقيل أنّه كان يتعبّد مع الملائكة.
" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " (35)
" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين" (36)
" فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم " (37)
فآدم لما
عصى ربه لم يعرف كيف يتوب وكيف يستغفر فأوحى إليه الله سبحانه وتعالى كلمات ولقَّنه
كلماتٍ تحصُل بها توبتُه ممَّا وقَع من عصيانه لله سبحانه، فتلقَّفَها آدَمُ عليه السَّلامُ
متلقِّيًا لها بالقَبول، فاعترَف بذنبه، وسألَ اللهَ تعالى مغفرتَه ورحمتَه، فَتَابَ
الله عليه ورحِمه،
وهذه الكلمات
مذكورةٌ في قوله تعالى: " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ
لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" الأعراف 23. كما ذُكرت كلمات عديدة في هذا السياق منها
أنه قال عليه السلام "يا رب خطيئي التي أخطأت شيء
كتبته عليّ قبل أن تخلقني أو شيء ابتدعته من قبل نفسي قال بل شيء كتبته عليك قبل أن
أخلقك قال فكما كتبته عليّ فاغفر لي" فتاب عليه.
سؤال يخطر على بالنا كثيراعندما نقرأ قصة
آدم عليه السلام في سورة البقرة، نتساءل إذا كان الله تعالى قد خلق آدم ليكون خليفة
في الأرض، لماذا أدخله الجنة؟
الجواب: دخول آدم الجنة كان بهدف امتحانه
أمام شهوات الشيطان، ولكي يعلّمه الله تعالى الدرس الأبدي أنّ الشيطان هو عدوّ بني
آدم ليوم الدّين ،فيجب التحصّن لمواجهته والثّبات على ديننا. "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لّدنك رحمة
إنّك أنت الوهّاب"
فوائد تربوية :
- معصية الله تعالى ظلمٌ للنَّفس، وعدوانٌ عليها، لقوله تعالى: " وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"
- الإنسانَ إذا صدَق في تفويض الأمر إلى الله، ورجوعِه إلى طاعة الله، فإنَّ الله تعالى يتوبُ عليه.
- الكِبر هو رأس المعاصي، وأساس كل بلاء ينزل بالخلق، وهو أوّل معصية عُصِي الله بها ( فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ)
- (ولا تقربا هذه الشجرة) القرب من الحرام يغري بإرتكابه، فابتعد عن كلّ شيء يجرّك للحرام.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire