جزء عمسورة الإنفطار
احفظ سورة الانفطار بأسهل طريقة وثبت متشابهاتها
احفظ سورة الانفطار بأسهل طريقة وثبت متشابهاتها
ذكر الله تعالى في صدر هذه السورة أربع صفات من أهوال يوم القيامة، أمران يحدثان في السماء وأمران يحدثان في الأرض فقال تعالى:
"إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ" (1) "وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ" (2)
فالأمران اللّذان يحدثان في السماء هما انفتاح السماء أي انشقاقها لنزول الملائكة، واندثار الكواكب أي تبعثر نجومها وانطفاء نورها.
أما ما يحدث في الأرض فقال تعالى:
"وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ" (3) "وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ" (4)
فُجِّرَتۡ: أي صارت بحرا واحدا وطغى بعضها على بعض.
بُعۡثِرَتۡ: أي أخرجت ما فيها من الأموات.
جاء في سورة الانفطار "وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ" وحتى نثبتها نربطها بحرف الفاء (الانفطار / فُجِّرَتۡ)
أما في سورة التكوير فجاء "وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ"
رابط تحميل البطاقات المرفقة للمقال |
ماذا يحدث إذا حصل كل هذا؟
"عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ" (5)
فتُنشر الصّحف ويعلم كل عبد ما فيها ولا يظلم ربك أحدا، فيجازي كل نفس بما كسبت.
من متشابه الألفاظ:
جاء في سورة التكوير: "عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا أَحضَرَت" وجاء في سورة الانفطار "عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ"
كيف تثبتها؟
"الانفطار" أي الانشقاق إلى شقّين فنقول فعلين (ما قدّمت وأخّرت)
أما كلمة "التكوير" فهي من كلمة "مكوّر" كالدائرة وهي خيط واحد مغلق فنقول فعل واحد (مَّا أَحضَرَت)
رابط تحميل البطاقات المرفقة للمقال |
ثم يخاطب الله تعالى الإنسان الذي لم يقم بحق الله عليه فقال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ (6) ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ (7) فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)
الفرق بين روايتي ورش و حفص:
في رواية ورش نقول (فعدّلك) الدال مشدودة
خاطب الله تعالى الإنسان العاصي، فقال له "ما الذي أدّى بك إلى معصية خالقك؟ ما الذي خدعك؟ هل هو عدم إيمان بيوم الحساب أم تهاونا منك أم ضعفا؟" قال ابن القيم رحمه الله: غرّه بربّه الغرور وهو الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وجهله وهواه.
وقال الشوكاني رحمه الله: غرّه عفو الله إذ لم يعاجله بالعقوبة.
وجاء هنا صفة الكريم "مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ" ليذكّر عباده أنه هو العظيم المطاع الذي لا ينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه، ذكّره تعالى بأنه هو الرب الذي أكرمك بنعم لا تعد ولا تحصى، فالله هو الإله المعبود، أما الرب فهو الخالق المنعم المربّي والمشرّع، ولهذا ذكر بعدها نعم الله تعالى على هذا الإنسان فقال:
"ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ" (7) سوّاك أي جعلك سويّا مستوي الخلقة في أحسن تقويم،
عدلك أي جعلك معتدلا سويّا
فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8) فلو شاء الله تعالى لجعل صورتك بشعة غير سليمة، ولكنه تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وميّزه بعقل عن سائر المخلوقات فوجب حمده على ذلك. ثم قال تعالى زاجر إياه:
"كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّين" (9)
بل غرورك بالله هو بسبب تكذيبك بيوم الحساب والجزاء.
وبعدما أخبرهم بأنهم يكذّبون بالدّين، ذكّرهم بأنّ عليهم ملائكة حافظين، رقباء على كلامهم وأفعالهم، متصفين بمكارم الأخلاق فقال:
وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ (10) كِرَامٗا كَٰتِبِينَ (11) يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ (12)
وإنّ عليكم ملائكة حافظين لا ينسوا شيئا من أعمالكم، كراما لهم مكارم الأخلاق لا يكذبون ولا يزيدون ولا ينقصون من أعمالكم، كاتبين يكتبون شهادتهم عليكم وعلى أعمالكم.
فلو استشعر كل واحد منا رقابة الملائكة الكرام علينا ورقابة الله تعالى لاستحيينا من أفعالنا وأقوالنا،
يعلمون ما تفعلون ليلا ونهارا، موكّلين بكتابة ما نقول وما نفعل، فمن كُتب في صحيفته خيرا كان من الأبرار فقال تعالى:
"إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ" (13)
هم في نعيم دائم في دورهم الثلاثة، كما جاء عن ابن القيم رحمه الله: في حياتهم الدنيا والبرزخ الفاصل بين الدنيا والآخرة أي في قبورهم، وفي الآخرة.
وفي المقابل ذكر الفجار عكس الأبرار:
وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ(14) يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ(15) وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ(16)
والفُجّار مفردها فاجر، أي الذي يعصي الله ويتعدى حدوده، هؤلاء مصيرهم نار الجحيم، وهم خالدين فيها لا يغيبون عنها ولا يموتون. ثم عظّم الله تعالى هذا اليوم فقال:
وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ (17) ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ (18)
فهو يوم عظيم، علمه عند الله العظيم، فقال تعالى: ما أعلمك بشدة أهوال هذا اليوم، فيومئذ لا أحد ينفع أحد، ذلك قوله تعالى:
يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ (19)
وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئا"
حركة كلمة (يوم) في السورة:
تأتي كلمة (يوم) مفتوحة إذا جاءت في سياق الجملة ظرف زمان، أي عندما نطرح السؤال "متى؟" تكون كلمة (يومَ) مفتوحة :متى يصلونها؟ " يصلونها يوم الدين" متى يصلون الجحيم؟ "يوم لا تملك نفس لنفس شيئا"
أما إذا كانت مبتدأ فتُرفع، وهذا في قوله تعالى "وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّين" ما: مبتدأ / يوم ُ:خبر المبتدأ
رابط تحميل البطاقات المرفقة للمقال |
رابط فيديو سورة الانفطار
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire