جاري تحميل ... أحفظ كتاب الله

آخر الأخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الوجه 7 سورة البقرةسورة البقرة

كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 7 من المصحف. الآيات 38...48 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات



 كيف أحفظ سورة البقرة بسهولة؟ الوجه 7 من المصحف. الآيات 38...48 من سورة البقرة بربط الآيات وتثبيت الخواتيم والمتشابهات

بعد أن قصّ الله علينا قصّة بدء الخلق وعداوة إبليس لآدم و إيقاعه في الذّنب، أمَر اللهُ آدمَ وحوّاءَ وإبليسَ بالهبوط من الجنّة جميعًا، لتبدأ مهمّة آدم على الأرض :

" قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " 38

جاء في الآية 36 في الوجه السابق قوله تعالى:

﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ ثم جاء في الوجه الموالي في الآية 38  قوله تعالى:﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾



أخْبر الله تعالى الّذين أهبَطهم من الجنَّة، ويدخُل في هذا الخطاب ذرِّيتهم، بأنَّه إنْ جاءهم في أيِّ وقت وحين، كتابٌ أو رسول يبيِّن لهم الطّريقَ، ويرشدهم إليه، واتَّبعوه في ذلك، أنَّ لهم الأمنَ التامَّ، والسّرور الدّائم، فلا يخافون ممَّا يستقبلون، ولا على ما فاتهم من أمور الدُّنيا يحزنون، وبهذا تحصُل لهم السَّعادة الدنيويَّة والأخرويَّة، بإذن الله عزَّ وجلَّ.

ولَمَّا بشَّر المؤمنين الذين اتَّبعوا الهُدى أتْبعَه بإنذارَ الكافرين المكذّبين فقال:

" وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ “ 39 

 ومَن لم يتَّبع هُدى الله عزَّ وجلَّ فجَحَد الحقَّ، وكذَّب بآياته، فهو من أهل النار لا يَخرُج منها أبدًا. فاختار أوّلا قصّة بني إسرائيل لأنّها أكثر القصص معجزات، وهي الأمّة التي أرسل لها أكبر عدد من النّبيّين والمرسلين.

 وبعد ذكر أصحاب النّار، جاء ذكر بني إسرائيل الخالدين في النّار لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:



﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ 40 

هذا هو أوّل نداء في القرآن لبني اسرائيل في كتاب الله, و"إسرائيل" هو يعقوب عليه السلام، فقول الله تعالى "يا بني إسرائيل" تقديره "يا بني العبد الصّالح المطيع للّه كونوا مثل أبيكم" فذكّرهم بمنزلة أبيهم إسرائيل عند الله، فاللّه تعالى أمدّهم بالعديد من النّعم التي يستوجب منهم القيامَ بشُكر الله تعالى عليها، بالدُّخول في دِينه ومتابعة رسولِه عليه الصَّلاة والسَّلام ، ففجّر لهم الحجر وأنزل عليهم المرسلين وأنزل عليهم المنّ والسّلوى وأنجاهم من فرعون وجعل منهم الأنبياء والرّسل...

وقبل أن نسترسل في الآيات الكريمات نتأمل فيها لنكوّن فكرة عامة حولها ممّا يساعدنا على حفظها وتثبيتها بإذن الله:

جاء في هذا الوجه:

ثلاث أوامر ربّانيّة

اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ

وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)

وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ ...

 ثلاث نواهي ربّانيّة

وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ

وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُون (41)

وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ...

 ثلاث أوامر ربّانيّة

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ

وَآتُوا الزَّكَاةَ

وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين (42)


"وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" فأوّل أمر لهم هو أن يوفوا بعهد الله عليهم وألاّ يخالفوا وصيّةَ الله تعالى التي عَهِدَ بها إليهم من الإيمان به سبحانه، وبرسلِه، ومنهم محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام، وإقامةِ شرْعه، وبيان الحقِّ الذي يعرفونه، فإنَّهم إن أوفوا بعهد الله عليهم، أوفى بعهدهم عليه وهو تكفيرُ السيئاتِ، ودخولُ الجنَّة.

ثم أمرهم بخشيته جلّ وعلا:

﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ 41

يأمُر اللهُ تبارك وتعالى بَني إسرائيل بأنْ يؤمنوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، لأنَّ تكذيبهم للقرآن، هو تكذيبٌ لِمَا معهم من التوراة، التي يدَّعون إيمانَهم بها. 

"وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ" فعندهم من العِلم به ما ليس عند غيرِهم، فمن المفروض هم أوّل من يؤمن به فكانوا أوّل من كفر به، فبفعلهم يَقتدي بهم مَن بعدهم، فيكون إثمُ كُفره عليهم.

"وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا" نهاهم اللهُ تعالى عن أن يَبيعوا آياتِه من أجْل الدُّنيا وشهواتها، كالإبقاء على ما يَحظَوْن به من المناصب والأموال، وغير ذلك؛ فإنَّ الدنيا بحذافيرها ثمنٌ قليل لا يُساوي شيئًا بجانب الإيمان بالله تعالى.

"وَإِيَّايَ فَاتَّقُون" فاللّه سبحانه وَحْدَه هو المستحقُّ للتقوى دون مَن سواه.

   تثبيت الخواتيم

 في قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فارْهَبُونِ ﴾ 40 ,نلاحظ أن مع كلمة (بعهدي) جاء الفعل (فارهبون) و رابطهما حرف الهاء.

 أما في قوله تعالى: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾ 41, فنلاحظ أن مع كلمة (قليلا) جاء الفعل (فاتّقون) و رابطهما حرف القاف.



"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" 42

أي لا تخلطوا الحقّ بالباطل والصّدق بالكذب، ولا تكتموا ما ذُكِر من صفة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في كتبكم، فهذا هو الحقّ الذي كتمتموه وأنتم على يقين من صحّة ذلك.


" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ"  43

بعد أن أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ باعتناق دِين الإسلام، أمَرهم بأنْ يُقيموا الصَّلاة، أي: يؤدُّوها بأركانها وواجباتِها على أحسنِ وجه، ويُعطوا الصَّدقةَ المفروضة أهلَها المستحقِّين لها، و أجمع اهل العلم أنَّ معنى( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) صلاة الجماعة، أي صلّوا مع المصلّين.

"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " 44 

يوبِّخ اللهُ تعالى اليهودَ مُنكِرًا عليهم قُبْحَ صنيعهم في أمْر الناس بالإيمانِ والخيرِ، وتَرْكِ أنفسِهم لا يأمرونها بذلك، والحالُ أنَّهم يقرؤون التوراةَ ويتدارسونها بينهم، ويَعلمون منها ما أُمِروا به من الخير، وما عليهم، ويعلمون صفة النبي المبعوث محمّد صلى الله عليه وسلم . أوَليس لهم عقولٌ يدركون بها ضلالهم، وتزجرهم عن الوقوع في ذلك؟! كيف يليق بهم كتمانهم الحق وعدم العمل به وهم أهل كتاب؟!

" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ " 45

يأمرهم الله تعالى وكلّ عباده بالاستعانة بالصّبر والصّلاة، أي طلب العونَ على جميع أمور الدُّنيا والآخِرة، وعلى تحمُّل المشاقِّ والمصائبِ بالصَّبر والصَّلاة،

قال عمر بن الخطاب: " الصّبر عند المصيبة حسن وأحسن منه الصّبر عن محارم الله"

" وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ " الصَّلاةُ ثقيلةٌ وذات مشقَّة على الأنفُس، لكنَّها سهلةٌ وخفيفةٌ على مَن خشَع، فخضَع للّه تعالى واطمأنَّ إليه قلبُه، لأنّ الخشوع و خشية الله يشرحان الصّّدر، فيستشعر الخاشع دائماً ثواب الله ويحسن الظّن بربّه، أمّا غيره فلا يوجد له حافز و مشجّع في قلبه فتجد الصّلاة من أثقل الأعمال عليه . فالصّلاة من أسباب حصول التّوفيق وقضاء الحوائج.

وكان النّبي صلّى الله عليه وسلّم إذا حزبه أمر فزع للصّلاة. فمن أعظم أسباب الخشوع، اليقين بلقاء الله والرّجوع إليه.

فمن هم هؤلاء الخاشعين؟

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " 46

كلّ ظنّ في القرآن هو يقين، فهم الموقِنون بعودتهم إلى الله تعالى، والحشرِ إليه يوم القِيامة، فكلّما ازداد العبد يقينا بلقاء الله ازداد خشوعا في صلاته، عندما تذكّروا وقوفهم أمام ربهم في الآخرة أحسنوا وقوفهم بين يديه في الدّنيا.

    ملاحظة

    "مُّلَاقُوا" هو اسم / "رَاجِعُونَ"هو اسم كذلك فالكلمتين من نفس الجنس   


" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " 47 

هذا ثاني نداء لبني اسرائيل في نفس الوجه, فذكّرهم أنّه فضّلهم بكثير من النّعم فلم يؤمنوا بل ازدادوا ضلالا وكفرا، وذكّرهم بتفضيلهم لهم على سائرِ الأمم من أهل زَمانِهم، من إرسال الرُّسُل منهم، وإنزال الكتُب عليهم، وغير ذلك من النِّعم الخاصَّة.

ولَمَّا ذكَّرهم الله تعالى بنِعمه، عطَف على ذلك التحذيرَ من حلول نِقَمه بهم يومَ القِيامة فقال:

"وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ " 48

ففي هذا اليوم، لا تَقضِي فيه نفْسٌ عن نفْس حقًّا وجَب عليها لغيرها، ولا يُغني فيه أحدٌ عن أيِّ أحدٍ شيئًا، ولو كان من عَشيرته الأقرَبِين.

"وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ" أي لا يُقبَل من أيِّ نفْسٍ شفاعةٌ لنفْسٍ أخرى.

"وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ" أي لا يُقبَل منها فِداءٌ.

"وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" أي ليس لهم أحدٌ يُنقِذهم من عذابِ الله تعالى.

  ملاحظة 

  "وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ" نبدأ بالقبول ثمّ الأخذ، فنقبل الشيئ ثم نأخذه.

  و قدّم الله الشّفاعة عن العدل، فإن لم تُقبل الشفاعة فكّر الإنسان في تقديم فدية (عدل)  

 فطلبوا الشّفاعة فلم يُقبل الطّلب، وحتّى لو ساوموا بفدية لن يُؤخذ منهم شيء، فلا يغني أحد عن أحد ولا تُقبل الشّفاعة ولا يُؤخذ فداء مقابل عذاب الله و سخطه ولا ناصر لهم.

 

فوائد تربوية

- عندما تكتم الشهادة أو تُزوّر الوقائع، فإنّك بمثل هذا تمارس سَوءة المغضوب عليهم من بني إسرائيل:

"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" 42 

- هناك فرق كبيـــــر بين من يصلي (ليرتاح بهـــــا) وبين من يصلي (ليرتاح منهـــا) فانظر لقلبـــــــــك أيهما أنت؟

رابط فيديو طريقة حفظ الوجه 7 سورة البقرة


رابط تحميل البطاقات المرفقة للمقال

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

مدونة "أحفظ كتاب الله" مهتمة بتفسير وفهم معاني القرآن الكريم، مع وضع طريقة لحفظه و تثبيت الخواتيم و المتشابهات ,