عند مراجعتي لسورة النساء، توقفت عند قوله تعالى: "لَّٰكِنِ ٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ مِنۡهُمۡ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَۚ وَٱلۡمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَۚ وَٱلۡمُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أُوْلَٰٓئِكَ سَنُؤۡتِيهِمۡ أَجۡرًا عَظِيمًا (162)" ، فكلمة "ٱلۡمُقِيمِينَ" جاءت منصوبة مع أنها معطوفة على "الراسخون" و"المؤمنون" فنحويا وجب أن تكون مرفوعة، ولكنها جاءت منصوبة، فقال تعالى "وَٱلۡمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَ"، ثم ما يأتي بعدها مرفوع "وَٱلۡمُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ"،
قال العلماء أنها نُصِبت لأهمية الصلاة ولتخصيصها نحويًا، فتقدير الكلام "أخصّ بالذّكر المقيمين الصلاة" ، فسبحان الله، تذكرت قوله تعالى في سورة البقرة: " لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ (177) فكلمة "الصابرين" هنا كذلك جاءت منصوبة مع أنها معطوفة على كلمة مرفوعة "والموفون بعهدهم" فجاءت كلمة "الصابرين" منصوبة لفضل الصبر،
وتسمى هذه البلاغة في القرآن بالقطع، ويكون إما على المدح كما في هاتين الحالتين، أو على الذم وهو يأتي لإثارة الاهتمام بالمختلف عن المعطوف عليه. والغريب أنني وأنا أقرأ الموضعين تذكرت قوله تعالى في سورة البقرة: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" "فمن أصدق من الله قيلا"
مقالات ذات صلة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire